الخطة القومية لمواجهة حوادث المترو

في ظل الاعتماد المتزايد على مترو الأنفاق كوسيلة نقل يومية يعتمد عليها ملايين المواطنين في القاهرة الكبرى، وضعت الحكومة المصرية خطة قومية شاملة للتعامل مع الطوارئ المحتملة داخل شبكة المترو. هذه الخطة تمثل تحولًا كبيرًا من منهجية رد الفعل إلى منهج الاستعداد المسبق، وتشمل جوانب هندسية، طبية، أمنية، وتوعوية.

الخطة تنفذ تحت إشراف اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث، بالتعاون مع وزارة النقل، والهيئة القومية للأنفاق، والحماية المدنية، وهيئة الإسعاف المصرية. هدفها الأساسي تقليل الخسائر البشرية والمادية في حال حدوث أي طارئ، سواء كان حريقًا، تعطلًا فنيًا، تسربًا، أو حادثًا أمنيًا.

التخطيط بدأ بتحليل شامل لأنواع المخاطر المحتملة داخل خطوط المترو، سواء فوق الأرض أو تحتها. وتبع هذا التحليل تصميم سيناريوهات إخلاء مختلفة، بناءً على سعة كل محطة، وعدد الركاب المتوقع وجودهم خلال أوقات الذروة، وسرعة استجابة الفرق المختصة في حالات الطوارئ.

جزء كبير من الخطة يعتمد على البنية التحتية الرقمية. فكل محطة وقطار أصبح مزودًا بكاميرات مراقبة متصلة بغرفة عمليات مركزية تعمل على مدار 24 ساعة. هذه الغرفة تستقبل الإشارات من الحساسات الخاصة بالحرارة والدخان، وأجهزة الإنذار، وأي بلاغ من السائق أو الركاب.

عند حدوث أي خلل مفاجئ، تُفعّل الخطة تلقائيًا. يتم إبلاغ فرق الإنقاذ والإسعاف الأقرب، وتوجيه رجال الحماية المدنية مباشرةً إلى الموقع، مع تنظيم عملية الإخلاء عبر مكبرات الصوت وشاشات الإرشاد. ويتم إيقاف حركة القطارات في الخط الذي حدثت فيه المشكلة لحين تأمينه بالكامل.

تم تدريب العاملين داخل المترو على التعامل مع كافة السيناريوهات. سائقو القطارات، وعناصر الأمن الإداري، وحتى موظفي المحطات، خضعوا لتدريبات ميدانية تحاكي حالات واقعية مثل اندلاع حريق داخل عربة أو تعطل القطار داخل النفق. التدريب يشمل إخلاء الركاب، استخدام أدوات الإطفاء، التعامل مع المصابين، والتنسيق مع جهات الدعم الخارجي.